💬 أضف تعليق ...

نموذج كيفية كتابة مقالة علمية بالخطوات العملية الصحيحة

نموذج مقالة علمية

تُعد طريقة كتابة مقالة علمية واحدة من أهم المتطلبات اللازمة لطلبة الدراسات العليا وحملة الماجستير والباحثين على حد سَواء، ويُواجه الكثير منهم مشكلة تنظيم المقالة العلمية بالشكل والمحتوى المطلوب.

في السطور القادمة سنتناول بشكل مفصل كيفية الإعداد والتنظيم والكتابة المناسبة لمقالة علمية، وبيان كل قسم من أقسامها، وأهم النصائح والإرشادات العملية المتبعة في غالبية المقالات العلمية.

تعريف المقالة العلمية

مقال علمي أو مقالة علمية (Scientific Article) هى نموذج ونوع من أنواع المقالات الرسمية والتي يتمحور مضمونها حول موضوع واحد محدد، وإيصال الفكرة أو النتيجة في إطار سهل وواضح، والتي يكون قد أثبتها الباحث عن طريق التحليل والتجربة والمقارنة ومن خلال الأدلة والبراهين المبنية على أساس علمي صحيح .

أقسام المقالة العلمية

لابد من توافر العناصر الأساسية المكونة لأي مقالة علمية طبقاً للنموذج المعروف بـ “IMRAD” والذي يعد إختصاراً لـ ( Introduction, Methods, Results and Discussion )، والذي يعتبر نموذج مقالة علمية معتمد في أغلب المجلات العلمية المختلفة، والذي يكون غالباً بالترتيب التالي:

1- العنوان / Title

إن عنوان المقال بمثابة اللافتة التي ينظر إليها القارئ للوهلة الأولى والتي يجب أن تكون معبرة بشكل واضح وموجز عن محتوى ومضمون المقال ، ليقرر بعدها القارئ إذا كانت تقع ضمن نطاق إهتمامته أم لا.

لذا عند اختيار عنوان للمقالة يجب أن يكون العنوان قصيراً بالقدر الذي لا يخل المعنى، ومعبراً عما تحتويه هذا المقال ، وملفتاً للإنتباه ويثير الرغبة في نفس القارئ لإشباع حاجته من المعرفة في مجال المقال .

2- المؤلف / Author

يتضمن هذا القسم تعريف بالمؤلف (أو عدد من المؤلفين) الذين شاركوا في إنجاز مقال علمي وذلك بواسطة الترتيب بالنسبة للمساهمة في البحث والتجربة والتحليل والكتابة.

يتم إضافة هذا القسم في أي مقال خاصة العلمي . يتم توضيح من خلال هذا القسم اسم كل مؤلف والدرجة العلمية الحاصل عليها وموجز عن أعماله السابقة.

3- الملخص / Abstract

يعتبر ملخص المقال بمثابة صورة مصغرة عن المقال كامل في بضع جمل فقط لتوضيح الفكرة والنتيجة الرئيسية من المقال ، مما يسمح للقارئ بفهم مضمون المقال بشكل سريع وإستنباط الفكرة العامة.

والملخص بشكل عام هو أول قسم يقرأ وآخر قسم يكتب في المقال ، لذلك يمكن بإيجاز وصف الملخص في عدة نقاط كل منها لا يتجاوز الجملة أو الجملتين:

  • التعريف بموضوع الدراسة.
  • بيان سبب الدراسة.
  • منهج الدراسة المتبع للوصول للنتيجة.
  • بيان أهم النتائج المستخلصة.
  • الإستنتاج العام لما يمكن أن تقترحه من دراسات مستقبلية للإجابة عن تساؤلات طرحتها الدراسة الحالية.

4- المقدمة / Introduction

إن الهدف الأساسي من المقدمة عموماً هو التمهيد للدخول في مضمون الموضوع الأساسي، وفيها يتناول الباحث عدة نقاط وبالترتيب التالي قدر الإمكان للتمهيد من العموم إلى خصوص موضوع الدراسة:

  • مراجعة سريعة عما هو منشور بخصوص الموضوع والإستشهاد به.
  • تحديد موضوع بحاجة للدراسة والتعمق فيه.
  • طرح تساؤلات قوية وبيان أهمية موضوع البحث المدروس.
  • صياغة فرضية مناسبة للرد على هذه التساؤلات.
  • الإشارة إلى ما هو متوقع من الدراسة في ضوء الفرضية المصاغة.

5- مواد وطرق البحث / Material and Methods

الهدف الأساسي من هذا القسم هو إعطاء تسلسل منطقي وعلمي لطرق البحث والتحليل، للوصول للمعلومات الكافية لشمول موضوع البحث بطريقة وافية من حيث سرد المواد المستخدمة، ووصف خطوات العمل بوضوح.

كما يمكن في هذا القسم الإستعانة بتوضيحات أو رسومات أو صور لتبسيط مبدأ التجارب المتبعة، وتسهيل فهمها وتطبيقها، بحيث يستطيع أي باحث آخر في نفس المجال من تطبيق نفس منهجية وتجارب الدراسة والوصول إلى نفس النتائج أو نتائج مشابهة.

في حال ما أجريت التجارب على متطوعين أو مرضى، فيجب ذكر إقرارهم بالموافقة على إجراء التجربة، إذ أنّ إحترام خصوصية الأفراد تعد من المبادئ الأخلاقية والمهنية في العمل.

إذا كانت طريقة البحث تحتوي على قياسات كمية أو نوعية (أوزان – حجوم – أطوال – ….إلخ)، فيجب مراعاة القواعد الدولية المتعارف عليها في وحدات القياس في أي مقال علمي .

6- النتائج / Results

ويتم هنا سرد النتائج التي تم الحصول عليها من إجراء التجارب ومواد الدراسة سالفة الذكر وأيضاً نتائج إستطلاعات الرأي التي تم أخذها ضمن موضوع البحث في أي مقال علمي .

مع محاولة تدعيم النتائج قدر الإمكان بالبيانات والتحليلات الإحصائية والصور والجداول والأشكال، وتوضيح العلاقات الرياضية أو الفيزيائية أو الكيميائية تبعاً لمجال الدراسة.

كما يمكن تجزئة قسم النتائج إلى أقسام ثانوية، تبعاً لأهميتها وعلاقتها بباقي النتائج، كما يفضل عدم التعمق في تفسير النتائج في هذا القسم، حيث سيتم ذلك في باب المناقشة، إلا إذا كانت النتائج والمناقشة مدمجين في قسم واحد.

وفي سياق متصل يجب توضيح جميع النتائج التي ظهرت خلال التجارب حتى ولو كانت سلبية ولا تدعم وتؤيد الفرضية موضوع الدراسة، وليس الإقتصار على ما يخدم هدف الباحث، وذلك من باب الأمانة العلمية والمهنية.

7- المناقشة / Discussion

يعد هذا القسم من أصعب أقسام أي مقالة علمية، حيث يحتوي على جميع الشروحات والتفسيرات والتوضيح لكل التجارب ونتائجها، وبصورة عامة ينبغي أن يعالج هذا القسم الآتي:

  • تقديم شرح وتفسير واضح ووافي لكل النتائج للتجارب السابقة .
  • مدى تطابق النتائج مع الفرضية المطروحة في المقدمة .
  • توضيح التطابق / الإختلاف لنتائج البحث مع الدليل العلمي المتاح ، مع ذكر اسم وعدد المراجع التي تمت المقارنة معها.
  • أهمية النتائج بالنسبة لموضوع البحث المدروس.
  • إستنتاجات عامة لموضوع البحث في السياق العام.
  • بيان إيجابيات وسلبيات الدراسة التي تمت، والنتائج التي تم التوصل إليها، وكيف يمكن تفادي هذه السلبيات في حال تكرار التجربة أو الدراسة.
  • إقتراح تجارب أو بحوث مستقبلية لسد ثغرة أو فجوة ناتجة عن هذا البحث أو مرتبطة به، للإجابة على تساؤلات أخرى ظهرت خلال الدراسة الحالية،فالعلوم عامة عبارة عن سلسلة مترابطة ومتصلة ومبني كل منها على الآخر.

8- الخاتمة / Conclusion

عادة ما يكون هذا القسم إختيارياً وليس شرطاً أساسياً في أي مقالة علمية، وذلك تبعاً لسياسة كل مجلة علمية ورغبة كل باحث ومؤلف، وبشكل عام يكون دور الخاتمة هو التأكيد على أهم النتائج والإستنتاجات، وأهميتها ومدى الإستفادة منها.

9- المراجع / References

هذا القسم تحديداً يعتبر من ضمن أهم أقسام أي مقالة علمية، حيث يجب ذكر المصدر أو المصادر المستند إليه أي مقال ، وذلك لسببين أساسيين، إحترام الأمانة العلمية، وتبرئة ذمة الباحث في حال وجود نتائج غير صحيحة أو معلومات خاطئة قام بالإستناد إليها.

جدير بالذكر مراعاة النقاط التالية يجب عند ذكر المراجع الخاصة بأي مقالة علمية :

  • الإستشهاد بالمراجع ذات الصلة بموضوع البحث فقط، وترتيبها طبقاً لأهمية كل مصدر، أو طبقاً لتسلسل الإستشهاد به ، أو طبقاً للترتيب الأبجدي للمرجع .

مراحل كتابة المقالة

على الرغم من تعدد وكثرة أنواع المقالات سواء كانت بشكل الكتابة علمي أو أدبي أو تحليلي أو غيرهم، لكن تبقى الطريقة المتبعة في الكتابة واحدة لا تتغير، حيث أنّ أي منها يمر بثلاث مراحل:

أولاً: مرحلة الإعداد

هى تلك المرحلة التي يتم فيها الإعداد والتحضير للمقالة موضوع البحث، والتي تعد بمثابة أولى وأهم المراحل، حيث أن تنظيم وتخطيط الأفكار يعد حجر الأساس الذي بناءً عليه سيتم إستكمال باقي المراحل بسلاسة ووضوح، وهى مرحلة يمكن إيجازها في عدة نقاط:

  • معرفة وتحديد وفهم موضوع الدراسة.
  • التحديد والتركيز على الهدف من موضوع الدراسة.
  • وضع مخطط عام للمقالة بأهم العناصر الأساسية.

ثانياً: مرحلة الكتابة

وهذه المرحلة مبنية بشكل أساسي على المرحلة السابقة، فإن الإعداد الجيد للمقالة نتيجته حتماً الكتابة بسلالة وأكثر تنظيماً وفائدة. تم شرح هذه المرحلة بالتفصيل خلال السطور السابقة .

ثالثاً: مرحلة المراجعة

معنى أنك وصلت إلى هذه المرحلة، أنك إنتهيت تقريباً من مقالتك وهى جاهزة للنشر، لكن للوصول لدرجة الإحترافية لابد من التدقيق والمراجعة، ويمكن إيجازها في النقاط التالية:

  • أن تكون خالية من الأخطاء اللغوية والإملائية قدر الإمكان، مع مراعاة إستخدام علامات الترقيم والقواعد اللغوية والنحوية الصحيحة .
  • التأكد من الترتيب بشكل منطقي ومتسلسل ومترابط .
  • التأكد من عدم وجود خلل أو تناقض أو تضارب في المعلومات .

ملاحظات عند كتابة المقالات العلمية

جدير بالذكر بعض النقاط التي قد تكون التي قد تكون أخلاقية أكثر منها بحثية وهى كالآتي:

  • عدم إفشاء المعلومات الشخصية للمتطوعين موضوع الدراسة، إذ يمكن أن ينطوي ذلك على أضرار مادية أو معنوية لهم، سواء على المدى القصير أو حتى البعيد.
  • احترام القوانين المطبقة في البلد الذي تجرى فيه الدراسة.

المراجع:

شاهد أيضاً: أفضل تخصصات تكنولوجيا المعلومات (IT)

اترك تعليقاً